ديسمبر 24, 2024
أصبحت الإقامة في الاتحاد الأوروبي من خلال الاستثمار اختيار يسعى إليه العديد من المستثمرين ممن يبحثون عن إقامة مستقرة وجنسية تتسم بقدرعالي من المرونة وسهولة السفر. تتيح هذه البرامج فرصة للإقامة في أكثر المناطق الحيوية في القارة الأوروبية، بالإضافة إلى إمكانية السفر بدون تأشيرة إلى دول الشنغن وغيرها الكثير من الدول. ومن أكثر برامج الإقامة الذهبية المتميزة في هذا الصدد هي تلك التي تقدمها أسبانيا، والبرتغال، واليونان، ومالطا، وقبرص. تتميز هذه الدول بنمط حياة مفعم بالحيوية، وفرص استثمارية واعدة، ومواقع جغرافية استراتيجية تقع بالقرب من أهم وجهات السياحة العالمية.
يقدم هذا المقال رؤية شاملة لهذه الدول الخمس، حيث يسلط الضوء على الفروق بين برامجها، خاصة فيما يتعلق بالسفر بدون تأشيرة، مع مناقشة باقي الفوائد، لتزويد المستثمرين بالمعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ قرارات مدروسة.
1- برنامج التأشيرة الذهبية في أسبانيا: فرصة مميزة على وشك الانتهاء مع مزايا استثنائية للسفر بدون تأشيرة
تعتبر أسبانيا واحدة من أهم المراكز الثقافية والاقتصادية في أوروبا، وبالتالي يسعى الكثير من عشاق السفر والمستثمرين للحصول على الإقامة الذهبية بها. تتميز الحياة في أسبانيا بمستوى معيشي مرتفع وبنية تحتية متطورة وفرص استثمارية مضمونة الربح. بالإضافة إلى ذلك، تتميز أسبانيا بدورها كجسر ثقافي واقتصادي بين أوروبا وأمريكا اللاتينية، وهو ما يعتبر قيمة إضافية لبرنامجها.
وبرغم اقتراب الموعد المتوقع لإيقاف برنامج التأشيرة الذهبية الأسباني في أبريل 2025، يسارع الكثير من المستثمرين لاستغلال هذه الفرصة المميزة وضمان حصولهم على الإقامة الاستثمارية وفق الشروط الحالية.
ما هي مميزات برنامج التأشيرة الذهبية الأسباني؟
- السفر بدون تأشيرة:
تمنح التأشيرة الذهبية الأسبانية أحقية السفر بدون تأشيرة بحرية تامة إلى 27 دولة ضمن منطقة شنغن وغيرها الكثير من الدول. تعد هذه الميزة مثالية لرجال الأعمال والمسافرين والعائلات الذين يبحثون عن تنقل يتميز بالسهولة والسلاسة داخل أوروبا. كما يتمتع جواز السفر الأسباني بقوة كبيرة عالميًا، حيث يتيح لحامليه السفر إلى 193 دولة دون تأشيرة أو بتسهيلات مميزة.
- الحد الأدنى لشروط الاستثمار:
للحصول على التأشيرة الذهبية، يجب على المستثمرين استثمار مبلغ لا يقل عن 500,000 يورو في سوق العقارات الأسباني، مما يتيح لهم فرصة لدخول واحد من أكثر الأسواق العقارية ربحية في أوروبا.
- الإقامة ومسار الحصول على الجنسية:
يتطلب برنامج الإقامة الذهبية في أسبانيا إقامة مستمرة في الدولة لمدة لا تقل عن 3 سنوات للمستثمرين ليصبحوا مؤهلين للحصول على تصريح الإقامة الدائمة في الاتحاد الأوروبي. يمكن التقدم للحصول على الإقامة الدائمة بعد 5 سنوات من الإقامة في أسبانيا، كما يصبح بإمكان المستثمر التقدم للحصول على الجنسية الأسبانية بعد 10 سنوات.
- مزايا إضافية:
توفر أسبانيا جودة حياة مرتفعة تشمل نظامًا صحيًا متطورًا وتعليمًا عالي الجودة، ولذلك فهي تعتبر مكان إقامي مثالي للعائلات. تشمل التأشيرة الذهبية أيضًا أفراد العائلة، حيث يتم منحهم نفس امتيازات السفر والإقامة المميزة التي يحصل عليها المستثمر الأساسي.
2- برنامج التأشيرة الذهبية في البرتغال
تعد البرتغال الاختيار الأنسب لكل ظروف المستثمرين المختلفة الذين يبحثون عن أفضل برنامج للتأشيرة الذهبية. ويعود هذا التفضيل إلى مساراتها الاستثمارية المتنوعة، ومناظرها الطبيعية الخلابة، ومستوى معيشتها المرتفع. تشتهر البرتغال أيضا بموقعها الجغرافي المميز عند تقاطع ثلاث قارات وهي: أوروبا، وإفريقيا، والأمريكتين، مما يوفر العديد من خيارات السفر بحرية.
ما هي مميزات برنامج التأشيرة الذهبية في البرتغال؟
- السفر بدون تأشيرة:
في حالة الحصول على التأشيرة الذهبية البرتغالية، يمكن لحاملها السفر بدون تأشيرة إلى 27 دولة ضمن منطقة شنغن. بالإضافة إلى ذلك، فإن امتلاك جواز السفر البرتغالي يتيح السفر إلى أكثر من 190 دولة حول العالم إما بدون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول، ومن هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية وكندا.
- الحد الأدنى لشروط الاستثمار:
رغم استبعاد خيار الاستثمارات العقارية من برنامج الإقامة البرتغالي منذ عام 2024، لا تزال هناك خيارات استثمارية أخرى مثل تحويلات رؤوس الأموال والاستثمار في الأعمال التجارية. يوفر ذلك للمستثمرين فرصة الاستفادة من البرنامج والتركيز على تقديم مساهمات مميزة، مثل الاستثمار بقيمة 250,000 يورو في التراث الثقافي للبرتغال للحصول على تصريح الإقامة الذهبية.
- مسار الإقامة والجنسية:
إذا تجاوزت إقامة المستثمر في البرتغال مدة 5 سنوات، فإنه يكون قد استوفى شرطًا أساسيًا للتقدم للحصول على الإقامة الدائمة أو الجنسية. تعد الجنسية البرتغالية طريقة سهلة للحصول على حرية السفر إلى العديد من البلاد، بالإضافة إلى الاستفادة من عضوية الاتحاد الأوروبي.
- مزايا إضافية:
بالطبع هناك أسباب أخرى تشجع العديد من الأشخاص على الحصول على التأشيرة الذهبية في البرتغال، حيث تتميز بتكاليف معيشة منخفضة ونظام ضريبي مرن، لذلك يفضلها الكثير من المتقاعدين والعائلات ورجال الأعمال. كما أنها تقدم نمط معيشي حيوي ومميز يلبي احتياجات الجميع.
3- برنامج التأشيرة الذهبية في اليونان
يحظى برنامج التأشيرة الذهبية في اليونان بشعبية كبيرة بسبب تكلفته المنخفضة وتقديمه لإجراءات قبول واضحة. تتمتع اليونان بمناخ لسياسي متحرر، كما توفر بيئة طبيعية خلابة ومتنوعة قريبة من البحر الأبيض المتوسط، لذلك فهي تمثل أرضية استثمارية صلبة للمستثمرين العالميين.
ما هي مميزات برنامج التأشيرة الذهبية في اليونان؟
- السفر بدون تأشيرة:
تمنح تأشيرة المستثمر المهاجر، والمعروفة بالتأشيرة الذهبية اليونانية، حاملها حرية السفر إلى منطقة شنغن التي تضم 27 دولة. كما يمكن للمستثمرين التقدم للحصول على الجنسية اليونانية بعد 7 سنوات، مما يتيح السفر بدون تأشيرة إلى أكثر من 190 دولة حول العالم.
الحد الأدنى لشروط الاستثمار:
يتطلب البرنامج استثمارًا لا يقل عن 250,000 يورو في شركات ناشئة مبتكرة داخل اليونان.
- مسار الإقامة والجنسية:
لا يشترط الاستثمار في اليونان التواجد الفعلي داخل البلاد للحفاظ على وضع الإقامة، وذلك على عكس متطلبات بعض البرامج السابقة. لذلك، يعد البرنامج مناسبًا للغاية للمستثمرين الذين لديهم التزامات في مناطق أخرى حول العالم.
- مزايا إضافية:
تقدم اليونان فرصة استثمارية مجزية من حيث العائد على الاستثمار، مما يجعلها خيار مالي حكيم للغاية. بالإضافة إلى ذلك، تشتهر اليونان بنمط حياة دول البحر الأبيض المتوسط، كما تعد واحدة من أفضل المزارات السياحية في العالم.
4- برنامج التأشيرة الذهبية في مالطا
تعد مالطا جوهرة البحر الأبيض المتوسط، حيث تقدم برنامج إقامة عبر الاستثمار راسخ ومتميز، مستفيدة من موقعها الجغرافي في قلب أوروبا. يوفر برنامج التأشيرة الذهبية إقامة دائمة منذ البداية، مع توفير إمكانية قانونية للحصول على الجنسية.
ما هي مميزات برنامج التأشيرة الذهبية في مالطا؟
- السفر بدون تأشيرة:
تتيح الإقامة عبر هذا البرنامج لحاملها الانضمام إلى منطقة شنغن، كما أن الحصول على الجنسية المالطية بعد 7 سنوات من الإقامة يمنح المستثمر حرية السفر بدون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول إلى أكثر من 180 دولة، والتي من أهمها الولايات المتحدة الأمركية وكندا وأستراليا.
- الحد الأدنى لشروط الاستثمار:
يمكن للمستثمرين شراء عقار بقيمة 350,000 يورو (أو 300,000 يورو في بعض المناطق المحددة)، أو استئجار العقار مع تقديم مساهمات مالية ورسوم إضافية.
- مسار الإقامة والجنسية:
تفتح الإقامة في الاتحاد الأوروبي من خلال برنامج الإقامة الذهبية في مالطا آفاقًا واسعة للسفر والعمل على مستوى العالم، بالإضافة إلى الامتيازات المرتبطة بالجنسية المالطية.
- مزايا إضافية:
يمكن للمستثمرين الاستفادة من نظام الرعاية الصحية عالي الجودة في مالطا، ونظامها الضريبي المميز، وقربها من أوروبا وشمال إفريقيا.
5- برنامج التأشيرة الذهبية في قبرص
تقدم قبرص أحد أكثر برامج التأشيرة الذهبية الميسرة، حيث تمنح إقامة دائمة ومستقرة للمستثمرين الذين يسعون للاستثمار في دولة آمنة توفر بيئة ملائمة للأعمال التجارية. ورغم أن قبرص لا تتمتع بعضوية منطقة شنغن، لكنها تقدم العديد من الفوائد الاستثنائية.
ما هي مميزات برنامج التأشيرة الذهبية في قبرص؟
- السفر بدون تأشيرة:
بينما لا تمنح الإقامة في قبرص العضوية الكاملة في منطقة شنغن، إلا أن حاملي التأشيرة الذهبية يتمتعون بحرية السفر بدون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول إلى أكثر من 170 دولة، تشمل معظم دول منطقة شنغن.
- الحد الأدنى لشروط الاستثمار:
يمكن تحقيق الإقامة الدائمة من خلال استثمار بقيمة لا تقل عن 300,000 يورو في العقارات، أو شراء أسهم شركات، أو الاستثمار في صناديق استثمارية.
- مسار الإقامة والجنسية:
يتيح الحصول على الجنسية القبرصية لحامليها حرية أكبر في السفر داخل أوروبا، بالإضافة إلى التمتع بكامل حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي.
- مزايا إضافية:
يتمتع المقيمون في قبرص بمتطلبات ضريبية منخفضة، بالتزامن مع مستوى معيشة مرتفع، وموقع استراتيجي يربط بين الأسواق الأوروبية، والشرق الأوسط، وأفريقيا.
برامج التأشيرة الذهبية التي تقدمها كل من أسبانيا والبرتغال واليونان ومالطا وقبرص ليست مجرد وسيلة لتقنين الإقامة؛ بل هي مفاتيح أساسية للوصول إلى العالم الحر. حيث توفر هذه البرامج، من خلال منطقة شنغن وفي كثير من الحالات من خلال منح جنسية المضيفة، للمستثمرين القدرة على السفر بدون تأشيرة بحرية كاملة في قارتين على الأقل.
تستمر هذه البرامج كواحدة من أكثر القنوات جدوى للأشخاص حول العالم حتو يومنا هذا. فهي تقدم خيارات تتيح حرية السفر الواسعة بفضل السفر بدون تأشيرة، إلى جانب الفرص الاستثمارية التي تعزز من جودة الحياة ومستوى المعيشة. لذا، من المهم أن يفهم المستثمرون المحتملون تفاصيل كل برنامج من برامج هذه الدول لاتخاذ قرارات مستنيرة حول الدولة التي تتناسب بشكل أفضل مع تطلعاتهم للاتصال بالعالم وتحقيق نمط حياة متقدم.
